مشكلات المراهق وعلاجها التربوي *ج2

أعراض الرفض والحرمان العاطفي وآثارهما: الحرمان هم غياب الإثارة، والرفض ضرب من المعاملة القاسية وهو لا يخلو من الإثارة .

يعيش الناشئ المحروم من العطف الوالدي فراغا عاطفيا يؤدي إلى نوع
من التجمد الشعوري أو التبلد من الاستجابة العاطفية، إضافة إلى معاناته من الرفض

أما الطفل المرفوض فقد لا يعاني فراغا عاطفيا لكن المشاعر الغالبة لديه أقرب إلى التعاسة منها إلى السعادة .

الطفل المرفوض يبقى على احتكاك بالراشد على الرغم من النتائج السلبية لهذا الاحتكاك والرفض على ما فيه من سلبية يتضمن قدرا من الانتباه ومن تقدير المرفوض، وذلك أفيد للطفل من أن يعيش الحرمان، حيث لا وزن ولا حساب للطفل إطلاقا.

فقدان الثقة بالنفس: يفقد الناشئ الذي يعاني الحرمان العاطفي والرفض الثقة بنفسه ويفقد الإحساس بقيمة وجوده، ويتسم سلوكه بالتراجع والتردد والحذر، وقد يبدي نوعا شديدا من التنافس كما لو أنه بحاجة إلى تأكيد ذاته بسباقه مع الأشخاص الآخرين، وليس مستبعدا أيضا أن يحسد رفاقه ويغار منهم، ويتمزق حين يهتم الناس بغيره لأن ذلك يذكي فيه الإحساس بالتفاهة والشك بإمكاناته الخاصة.

الغم الدائم والكآبة المرة نتيجة التحسس للنقد ذلك أن تحذيرا بسيطا من جانب المعلم يثير في المراهق المحروم والمرفوض حرجا عميقا، ويعتبره تجريحا شخصيا مباشرا له، ويمتنع عن توجيه الأسئلة، ويبتعد عن الإجابة، ويتألم ألما عميقا إن قوبل بالاستهجان من الجنس الآخر، وإذا تعمق إحساسه بالرفض مال
إلى العزلة وامتنع عن الاتصال بالآخرين .

الملل: يشيع الملل عندما يغيب الفرح أو تتضاءل الرغبة في الحياة، يتراوح الملل بين الانزعاج المعتدل والحاد، حيث ينعدم لدى المراهق اهتمامه بالمدرسة، وتتعثر خطاه في تجوال عديم الهدف، أو ينخرط في أعمال لا تتناسب وميوله، ويصيب الملل – كنوع من السام والكآبة – المراهقين الذين تنقصهم الشعبية بين أقرانهم ويعانون بصورة ما من الرفض أو الحرمان .

وقد دلت الدراسات أن المنحرفين من المراهقين غالبا ما لا يجدون ما يفعلونه ويشكون من الملل بصورة دائمة تقريبا، ويرجع ملل المراهق إلى بؤس محيطه، وإلى انعدام حريته في ممارسة اهتماماته الخاصة، وإلى شعوره بنوع من الغربة مع نفسه عندما يخلو لها، ويصاحب الملل في كثير من الأحيان الإحساس بانعدام الجدوى وبتفاهة الأشياء والأشخاص في محيط الناشئ .

الفشل المدرسي: الذي يعتبر استمرارا لتجربة الرفض التي يعيشها والحرمان العاطفي الذي يعاني منه، وقد يرجع الفشل المدرسي إلى المواقف الشخصية للمربي وعجزه عن أن يكون موضوعيا إزاء الناشئة جميعهم.
الغضب والعدوان – العنف –

يرتبط الغضب منذ مرحلة الرضاعة بسعي الفرد لتأكيد نفسه كذات مستقلة، ويعد من الانفعالات التي تلعب دورا كبيرا في نمو الشخصية الإنسانية، فهو يساعد الفرد على تحقيق مطالبه وتأكيد اهتماماته.

إن الشروط والأسباب التي تثير الغضب في الطفولة ليست ثابتة ويعمل الزمن على تغيير الكثير منها فالكثير من الأمور التي كانت تثير غضب الطفل تفقد قيمتها لدى المراهق .

1 – يرتبط غضب المراهق بسعي الإنسان لتأكيد ذاته وجهود الفرد ليكون شخصا فريدا متميزا عن غيره، لكن هذا السعي لدى المراهق يتخذ طابعا جادا، وهذا ما يجعله حساسا ومعرضا أكثر من غيره للغضب والعدوان.

2 – يتعرض المراهق لشرارات الغضب المفاجئة ويميل إلى تشكيل اتجاهات تحمل الكثير من رواسب الغضب القديم بصفة الكراهية المزمنة والحقد، وتتجلى مظاهر ذلك في حالات التحيز والتعصب ومشاعر التحامل على الآخرين وافتراض سوء نواياهم وخبثهم.

3 – قد يخفي المراهق الغضب بعناية فائقة ويظهر بصيغ مموهة، أو يوجهه ضد نفسه.

تغيرات غضب المراهق : يفهم الغضب بمعرفة الأشياء والشروط التي تؤدي
إلى إثارته، فقد يتفجر غضب المراهق بسبب أوضاع مؤلمة مرت به في الماضي، أو بسب معاناته من إحساس دائم بالاضطهاد. ويصبح الأمر معقدا عندما يتجمد المراهق في مكانه فلا يغضب مهما تكن الأسباب، وبصطنع الهدوء والبرودة واللامبالاة، وهو الغضب الموجه إلى الذات يترسب في الأعماق ليتحول
إلى كراهية وحقد، وفئة أخرى تهدأ وتمتنع عن توجيه الغضب إلى الذات بل تفجره بصورة تعويضية على أشياء مادية لا ترتبط ظاهريا بموضوع الغضب .

» مشكلات المراهق وعلاجها التربوي *ج1
» مشكلات المراهق وعلاجها التربوي *ج3
» مشكلات المراهق وعلاجها التربوي *ج4
» مشكلات المراهق وعلاجها التربوي *ج5
» مجالات الاعتماد التربوي