مشكلات المراهق وعلاجها التربوي *ج3

مثيرات غضب المراهق :

يتفجر الغضب خلال الطفولة والمراهقة بسبب الأوامر التي يلقيها الراشدون
على الصغير ومحاولة دفعه للخضوع لرغباتهم. وبسبب القيود المتشددة
على حريته وعدم إتاحة الفرصة له لتحمل مسؤوليات الراشد والتمتع بمزاياه، وبسبب عجز المراهق عن تحقيق رغباته ومطامحه الشخصية بسبب محدودية إمكاناته وشعوره بهذه المحدودية، ويتسع نطاق تذمر المراهق ليشمل الناس الآخرين من الجيران والأقارب والأصدقاء الذين يتعرضون له بالنقد خاصة
إذا كان النقد ساخرا.وبسبب التاريخ المرضي الطويل، فالمرض نفسه مثير للغضب والإحباط المزمن الذي هو الشرط الأساسي للغضب .وبسبب المزاح المفرط
قد يمزق البعض غيظا وغضبا سواء من الأقران أو من الآخرين .

الغضب والفشل وجرح الكبرياء : يميل المراهق كسائر الناس إلى مقاومة أي نوع من التهجم ضد الكبرياء، ويزداد ميله للغضب عندما يحاول الآخرون الحط من قيمته كمراهق .

كما أن تجارب الفشل التي مر بها المراهق تعمل على تعزيز إحساسه بالعار وتمسه في صميم كبريائه سواء ارتبط ذلك بمطالب الآخرين عليه، أو بالمطالب التي يلقيها هو على نفسه مثل حشر نفسه في موقف يجره إلى الفشل، وقد يواجه بعض المراهقين تلك المواقف في المنزل أو المدرسة أو في كليهما.

وما من شك أن التجارب التي يمارسها الفرد بحرية ومسؤولية كاملة تؤدي
إذا انتهت بالفشل إلى نتائج مأساوية مدمرة تجعل صاحبها سريع الغضب .

وعلى ضوء تجربة الفشل المرة يمكن فهم الكثير من حالات الغضب ولماذا يندفع بعض الناشئة في أعمال السطو والعنف، ولماذا يلجا البعض الآخر
إلى الصمت الرهيب كما لو أن الحقد أتى على وجودهم وطاقتهم النفسية .

التعبير المباشر عن الغضب : بتم التعبير المباشر عن الغضب بالضرب والعض والصيغ الهجومية المتنوعة اللفظية والجسدية، أما الصراخ كوسيلة للتعبير
عن الغضب فيتناقص بازدياد عمره، وقد يستمر مع البعض حتى في سن الرشد ليظهر في رفع الصوت عند المناقشة مصحوبا بحركات اليدين غير المتحكم فيها.

تكون الإناث أميل من الذكور إلى استخدام الصراخ والبكاء للتعبير عن الغضب في مرحلة المراهقة وما بعدها ….إن استمرار الصراخ والبكاء قد لا يكون ضارا دائما، إذ بواسطتهما يمكن إزالة الكثير من أنواع التوتر في حياة المراهقين .

العدوان اللفظي: يعبر الأطفال عن غضبهم بالكلمات مع بداية ظهور قدرتهم
على الكلام، وعند المراهقة يكونون قد اكتسبوا الكثير من مهارات التعبير اللغوي
عن الغضب كالتعابير اللاذعة والتنابز بالألقاب والاستخفاف الخ...وتعتبر الإشارة إلى محاسن شخص ثالث أكثر الطرق اللفظية إيلاما للمغضوب عليه، كما تستخدم الممازحة أحيانا للتعبير عن الكراهية، وقد تكون لها آثار سيئة بحيث يفقد الآخر هدوءه ويرد على الممازح بالشتم أو الضرب، وقد يلجأ إلى التهديد والوعيد
والى القسم كوسيلة لإطلاق الغضب المتراكم .

الأساليب المموهة للغضب ضد الآخرين: بالأهداف والحجج المنطقية، وقد يتخذ تمويه الغضب صورا أخرى كالتمرد أو السلوك المضاد للمجتمع، والثورة ضد المدرسة .

أ -التخيل والأحلام النهارية: التي تصور الحالم وهو في طريق النصر،
أو المغضوب عليه يسير إلى الهاوية.

ب -الكراهية المتحولة: بإنزال الغضب على الأشياء التي تصادفه فيحطمها، وتشير بعض الدراسات إلى انتماء البعض إلى الفئات والمنظمات المتطرفة ما هو
إلا تمويه للغضب.

ج - الكراهية المسقطة: يستخدم المراهق وسائل متعددة لتخفيف الآثار السيئة لمعاناة الغضب، ومن بينها تحويل الغضب خارج ذاته لجعل الآخرين طغاة وظالمين بحيث يبدو غضبه كنوع من الدفاع عن النفس، وهروبا من مشاعر الإثم واتهام الذات، أي أنه نوع من التنفيس .

د – الغضب الموجه للذات: يتخذ عدة أشكال فقد يظهر في نقد الذات واللوم لقول
أو لفعل، وقد يصل به هذا النقد واللوم والخوف من الوقوع في الخطأ إلى العجز عن مجرد المحاولة خشية أن يتشدد في اتهام نفسه عند الفشل، ويلجأ بعض المراهقين إلى توجيه الغضب إلى ذواتهم لأنهم تعلموا أن لوم الذات أسهل عليهم من لوم الآخرين، وقد تؤدي هذه الكراهية للذات إلى الاضطرابات النفسية
أو العضوية مثل الحساسيات والآلام الهضمية.

هـ - الشعور بالكآبة: يعبر الغضب عن نفسه في الكثير من الأحيان بالكآبة خاصة عند المراهق بحيث يتكلم ويسلك كما لو أنه مضطهد من بين سائر الناس، وتتخذ الكآبة صورة الشكوى والتذمر الدائم من المدرسة أو من الجيران أو من الأرضية الاجتماعية، أو من بعض الفئات الاجتماعية والدينية.

ومن المؤكد أن كآبة المراهق تؤثر في ما يراه أو يسمعه بحيث تنقلب ابتسامته البريئة إلى اتهام أو سخرية، ويصبح العمل المدرسي الذي يطلبه المعلم ظلما وتحديا، ويؤول أقوال زملائه تأويلا سلبيا، حتى معاملتهم الودية له يعتبرها نفعية وانتهازية، ولا تروقه إلا الذكريات السيئة.

ويمكن للأهل والمربين مجادلة ذوي الكآبة المزمنة، فقد يكون ذلك عاملا مساعدا على معالجتها بعد وضعهم في حالة القبول عند الآخرين.

الخوف : يتعرض جميع المراهقين لدرجة من الخوف في فترة ما، وبعضهم تعترضه المخاوف في مناسبات معينة، وبعضهم الآخر يعاني من مخاوف مزمنة، وتتأثر هذه المخاوف بالكثير من محرضات النمو وعقباته، بعض هذه المخاوف تختفي في فترة المراهقة لتظهر مخاوف أخرى جديدة بسبب التهديد الذي تطلقه طبيعة النمو نفسها

» مشكلات المراهق وعلاجها التربوي *ج1
» مشكلات المراهق وعلاجها التربوي *ج2
» مشكلات المراهق وعلاجها التربوي *ج4
» مشكلات المراهق وعلاجها التربوي *ج5
» مجالات الاعتماد التربوي