إياد 10 مفكر عربي
عدد الرسائل : 104 العمر : 42 لغتنا العربية : تقييم المشاركات : 15 نقاط : 2420 تاريخ التسجيل : 10/09/2008
| موضوع: مشكلات الشباب وبعض الحلول الأربعاء أكتوبر 01, 2008 4:40 am | |
| بينما يتعلم الشباب في وسائل التعليم والتوجيه بدءاً بالبيت فالمدرسة ثم المجتمع كثيراً من القيم المتصلة بالحياة والموجهة للسلوك، فإن التناقض بينها وبين الممارسات الحقيقية في المجتمع يمثّل مشكلة تؤدي إلى زعزعة الثقة في النظام العائلي والاجتماعي، فالطالب الشاب يتلقّى موروثاً ضخماً من التعاليم الدينية والقيم الحياتية، ثم يجد ما ينافي ذلك في البيت أولاً، ثم المدرسة نفسها، ثم المجتمع، وهذا التناقض هو الذي يقول عنه الشيخ أبو الحسن الندوي: "من أعظم أسباب الحيرة التي يعانيها الشباب المسلم اليوم، هو التناقض في المجتمع الذي يعيش فيه، تناقض بين ما ورثوه وبين ما يعيشونه، وبين ما يُلقّنونه تلقيناً وبين ما يطلبه علماء الدين؛ هذا التناقض العجيب الذي سلط عليهم ومنوا به هو السر في هذه الحيرة المُردِية. . هناك عقائد آمن بها كمسلم ولد في بيت إسلامي في أسرة إسلامية، ونشأ على كثير من العقائد وتلقاها بوعي أو بغير وعي، ثم إنه نشأ في بيئة دينية تؤمن بمبادئ الإسلام، وقرأ التاريخ الإسلامي - إذا أكرمه الله بذلك وتسنّت له هذه الفرصة الكريمة - وكان سعيداً بوجوده في بيئة واعية دينية، ثم سيق إلى دور ثقافة يسمع فيها من أولئك الأساتذة الذين يجلُّهم كل ما ينقض ما أبرمته البيئة، وكل ما غرسته في قلبه وعقله من التربية الإسلامية، أو يقلل قيمته على الأقل، فيقع في تناقض عجيب، وصراع فكري عنيف، وفي ارتباك نفسي. " وهذا التناقض بين القول والفعل هو الذي ذمه الله سبحانه وتعالى: ((يا أيُها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون. كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) [الصف:2-3 ]. وهو الذي وضع القرآن له مصطلح "النفاق "، وللأسف فإن هذا التناقض يعمّ مجالات الحياة كلها، ويستباح في مجال السياسة والعلاقات العامة، ويغلّف المظاهر الاجتماعية، والممارسات الرسميّة والشعبية. وأكثر التناقضات أثراً في نفوس الشباب وتدميراً لها: تناقض الأقوال والأفعال عندما تكون صادرة من الآباء والمربين والقادة والموجهين، فالأب يطالب أبناءه بالصدق والأمانة، ثم يطلب منهم أن يكذبوا في الهاتف، و المدارس نفسها تعمّق هذا التناقض حين تقام المعارض وتقدم الصور الجميلة على أنّها من أعمال الطلاب، بل إنّ أعمال النشاط -وحتى الواجبات - يقوم بها أحياناً الآباء والأمهات نيابة عن أبنائهم المثقلين بالواجبات، فتقبل المدارس ذلك مع علمها بكل شيء، حتى عمليات الغش في الاختبارات تكريسٌ لهذا التناقض الذي يلبس أثواباً متعددة وينخر في حياة الأمم ويثبّتها حيث بدأت. ومن مظاهر التناقض الذي يقلق الشباب ما يرى من خلاف فكري أو فقهي بين جماعات مختلفة تنتسب إلى الإسلام، وتخرج بخلافاتها من إطار الحوار بالحجة والمجادلة بالحسنى إلى أجواء الخصومة والاتهام، والعصبية وضيق الأفق، والضلال والتكفير، وينسى هؤلاء ما كان عليه علماء هذه الأمة من حوار ومجادلة تتسع لها الصدور، ويحفظ اللاحق للسابق قدره ومكانته . وقد ترتب على هذا التناقض تناقض آخر يتمثل في تمزق الولاء أو تعدده، فبينما ينظر أصحاب الاتجاه الأول إلى جعل الولاء للإسلام في الصورة التي فهموا بها الإسلام، وفسروا بها النصوص، واستنبطوا الأفكار، يتأرجح أصحاب الاتجاه الثاني بين ولائهم للإسلام الذي نشئوا في ظله وآمنوا به، وإيمانهم المطلق بالتقدم العلمي ومعطيات الحضارة المادية وبعض القيم التي سادت وعمت فيها وانتقلت إلى ديار المسلمين. وليست هذه كل الاتجاهات ، فهناك اتجاهات متعددة تتفاوت فيما بينها، وتتأرجح بين التطرف والاعتدال، وبين الفهم الصحيح للإسلام، والمفهومات المغلوطة، وكلها تمثل في النهاية هموم جيل الشباب الباحث عن الحق والمتطلع إلى حياة فكرية عقدية خالية من التناقضات، لأنّ هذه التناقضات عملت على توزيع الجهود، وبعثرة الطاقات، كما عطلت المسيرة، وأخّرت حركة الدعوة، ومزقت العقول والنفوس. ولإزالة التناقض في حياة الأمة فلا بد من عمل جماعي لإزالته، ولن يتم ذلك إلا بحركة إصلاحٍ شاملة، ونهضة ثقافية تقوم بها الدول لإزالة أسباب هذا التناقض، وربط الحياة بقيم الدين، والأخلاق، وأعراف الناس الحسنة،وأن تعمل أجهزة التوجيه كلّها من التربية والتعليم إلى الإعلام - صحافة وإذاعة وتلفازاً - لتصحيح المفهومات المغلوطة في الفكر والثقافة، وغرس الفضائل والمثل،وكشف السلبيات والانحرافات السلوكية والفكرية و العقدية، وأن يوجه الشباب وفق برامج تثقيفية وعسكرية ورياضية، مع إزالة الفجوة بينهم و بين الكهول، ثم جعل المكتبات حياةً للشباب، وتيسير حصولهم على الكتاب والمعلومة النافعة، واستثارة مواهب الابتكار والإبداع فيهم، وتصحيح المفهومات في موازين الأعمال والأشخاص والجماعات، وبمعنى آخر: لا بدّ من ثورة فكرية تشمل الحياة كلها بمناشطها، ومرافقها، وقوانينها، وأنظمتها، وأساليب حياتها، وتربيتها، وما إلى ذلك؛ حتى تُبنى الحياة على أسس جديدة لا تتناقض مع توجّهات الأمة، أو عقيدتها، أو مثلها وقيمها، عند ذلك يمكن للحياة أن تستقيم على منهج الله ونظامه، وعلى العدالة والمساواة والتضامن والتضحية في سبيل الله. إنّ ممارسة الفضائل في الحياة، و التزام وسائل التوجيه في البيت والمدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام بالربط بين الأقوال والأفعال، والحقائق والواقع، أمر مهم في إزالة التناقض.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول | |
|
أحمد أبوزيد Admin
عدد الرسائل : 660 العمر : 44 العمل/الترفيه : مدرس لغة عربية لغتنا العربية : تقييم المشاركات : 126 نقاط : 3759 تاريخ التسجيل : 12/08/2008
| موضوع: رد: مشكلات الشباب وبعض الحلول الأربعاء أكتوبر 01, 2008 10:26 am | |
| لديك كل الحق فهذه المشكلات يبدو أنها أصبحت ظاهرة في المجتمعات العربية وأرجو ألا تكون منتشرة ،ولا شك أن ذلك يؤثر في تكوين شخصية الطفل فعلى سبيل المثال مما في المقال " فالأب يطالب أبناءه بالصدق والأمانة، ثم يطلب منهم أن يكذبوا في الهاتف " طبعاً أثر ذلك واضح على الأطفال . وكذلك " الواجبات المدرسية ، والغش وغيرها من السلوكيات " تجعل الطفل يفتقد القدوة والأسوة . والأطفال هم أساس المستقبل و الأستاذ حمادة الرباطي كمربي كان فعلاً صائب الرأي في عمل ركن للطفل لتناول هذه الظواهر وشرح العلاج ليتكامل مع ركن الشباب شكراً لكم جميعاُ | |
|
hamadarbati مدير مؤسسة تعليمية بالمغرب
عدد الرسائل : 138 العمر : 59 العمل/الترفيه : الادارة و التسيير لغتنا العربية : تقييم المشاركات : 5 نقاط : 2405 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد الجمعة أكتوبر 03, 2008 7:05 pm | |
| لقد بدأنا نبتعد عن تعاليم ديننا الحنيف بحيث دخلت بيننا سلوكات غريبة كما ذكرتم , تنميها و تزكيها جهات معادية للاسلام , فبتنا نسمع عن النفاق الاجتماعي و المجاملات و التربية الجنسية العصرية , فعلينا بسنة رسولنا الكريم , نعض عليها بالنواجد . | |
|
أبوتريكة مشرف الركن الرياضي
عدد الرسائل : 203 العمر : 34 لغتنا العربية : تقييم المشاركات : 35 نقاط : 2431 تاريخ التسجيل : 11/09/2008
| موضوع: رد: مشكلات الشباب وبعض الحلول السبت أكتوبر 11, 2008 1:56 am | |
| شكرا لك استاذ اياد على مقالاتك وفعلا الشباب يفتقد القدوة | |
|