كل عام تطل علينا فيتغير كل شيء في حياتنا , فمجرد الحديث عنك له بركته في
قلوبنا و سحره في نفوسنا و بريقه في أعيننا , و مجرد الاستعداد لقدومك له تأثيره
الواضح الجلي في كل صغيرة و كبيرة من يومنا و ليلتنا .
فيك نزل القرآن , و ليلة منك خير من ألف شهر , يا شهر الصيام و الصلاة و القيام و العمرة و الاكرام و التوبة و الالتزام .
يا سيدي رمضان
أود أن أناجيك بوحي من أيامك , و أن أحادثك في شأن محبيك و أنصارك , و أن
أسألك عن غاياتك و أهدافك . كلنا يعلم أن غاياتك عظيمة و أهدافك سامية , فقد
جئت لتنشر البركة و الخير و الحب و الاحسان و التقوى . فصيام يومك ما كان
أبدا لتعذيب و قهر محبيك و أنصارك و تجويعهم , و انما كان لقهر الجشع و الشح
الكامن في نفوسهم , و جعلهم أقدر على تملك شهواتهم و ضبط رغباتهم , و جعلهم
يشعرون ببعض المعاناة التي يعيشها الفقراء و المحرومون من اخوانهم على مدار السنة , و دفعهم الى اقتسام بعض الطعام معهم بدل الاستئثار به من دونهم ...
( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
أياما معدودات ). صدق الله العظيم .