هي لا ترتاح له ولكن ...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد السادات محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .... وبعد
فتنٌ تكاد تذهب بعقول الشباب والبنات تارة تقتلهم وتارة تمحو شخصيتهم وتارة تضعهم في سراديب الأمراض النفسية وكلها قتل على اختلاف آثارها ؛ وعلى الانترنيت المكان الذي يستطيع الشاب و الفتاة أن يتكلموا بما يريدون ويفعلوا ما يشاءون تختلط قلوب فتيات بتفاهات شباب يزدرونهن وربما العكس ولكن في مجتمعنا الفتاة هي الضحية الأكبر !!!
كانت تجلس على جهاز الكمبيوتر الذي بجانبي ولا يبعد عني كثيرا كنت اسمعها وهي تقول له احبك وارتاح لك والأم بجانبها تسمع وترى وبعد قليل عرفت من صوتها المرتفع بأن هذا الشاب الذي يحادثها من دولة عربية ( ... ) اشتط غيظاً فهؤلاء الناس مشهورين بكذبهم . بل إن فتيات بلادهم يعانون كل المعاناة من شبابهم انتشر الزنا عندهم بشكل رهيب وحالات الخداع لا يكاد بيت من بيوتهم يخلوا منها كنت أحاول أن لا أنصت إليها فصوتها مرتفع وأمها ذات الابتسامة العريضة لا تستحي أن تطلق تلك الضحكة أل ... !!! أعصابي كانت تحترق وماذا افعل ؟ سأنصح تلك ألام بأنها سوف تعذب ابنتها المعذبة ... كان يملي عليها شروطا في بلاده عليها أن تتبعها !!! لا حجاب شرعي فالعادة هكذا في بلاده !! والزفاف سوف يكون بلا حجاب أصلا وهي توافق وأمها تريد طرد ابنها لكي لا يخبر والدها بكل شيء !! تقول بأن والدها متدين ! ثم تذكرت شيئاً انه سوف يتركها كما ترك سابقاتها فثنيت نفسي عن نصح الأم التي خفت من أن انصحها – بصراحة - فقد أحسست بأنها شريرة وربما تدخلي بموضوع كهذا سيقودني إلى أمور لا تحمد عقباها ... وبالفعل في المرة التالية التي كلمته بها - وكنت موجودا - اعتذر لها وقال بأنه لا يستطيع أن يأتي إلى سورية إلا بعد سنتين يأست الفتاة وأغلقت الجهاز بعد قليل من المحادثة ثم رحلت هي وأمها ولم تعد مرة أخرى .
هي في الحقيقة لم تحبه ولم ترتح له ولكنه مجتمع ظلمها كغيرها ضيق على الشباب سبيل
الزواج ثم وضع بين أيديهم كل ما هو فتان ومغرٍ

تحـــليل

أتسائل دوما ما الذي يجعل الشباب والفتيات ينقادوا نحو الشات وهما يعرفان أنها محطات فيها الكثير من الناس منهم الكاذب ومنهم الصادق لماذا هؤلاء الشباب والفتيات لا يضعون هدفا لحياتهم يعيشون له عندما اذهب إلى مقهى انترنيت أياً كان هذا المقهى وفي أي وقت كان أرى أكثر الشباب إن لم يكونوا كلهم وقد فتح على موقع للدردشة ومن ثم هو يراسل الفتيات ويحاكيهن ! وقد حاولت مرة بشكل فضولي أن ادخل على احدها باسم فتاة لأرى كيف يتكلم الشباب مع الفتيات ومن العجيب الغريب أن بعضهم يدخلون إلى الخاص ويرسلوا بكلمة احبكي !!! قلت لأحدهم أنت لا تعرفني فكيف تحبني قال لي : نستطيع ان نتعرف !
كيف هي حياتهم وما هي ماهية هذا الكذب الذي يفتعلونه ولماذا هذا اللف والدوران – كما يقولون - على بعضهم البعض فتيات وشباب ؟
ما هية الكذب على الدردشة chat
في الحقيقة هما الاثنان لا يكذبان ودعوني أوضح لكم كيف جرت هذه العادة واستميحكم عذرا أنا سوف أتكلم بكلام هو ليس بالعيب ولا بالحرام بل هو واقع علينا أن نتكلم به لكي نعالجه ويفهم بعضنا الأخر ولكن جهلنا بها أحالها إلى عيب .
هذه الفتن التي تطيش بعقول الشباب والشابات بشكل عام تجعلهم يبحثون عن بعضهم البعض فكلا الجنسين يرغب بالآخر وطبعا فان التضييق المادي والنفسي على كلا الجنسين وعدم التربية على الحلال والحرام أي على الدين سبب هذه المشاكل ظلما لكلاهما فهما يريدان أن يقتربا بينما العادات والتقاليد في المجتمع وقولك حرام بدون إقناع لهذا الطرف بحرمة جعلت منه كتلة حيوانية لا تفكر في مستقبل بل كل تفكيرها في إفراغ هذه الشهوة الحيوانية !! كيف مجتمعه حرم عليه أن يكلم امرأة ما في الشارع بل إذا كلمها ربما ردته أو ربما سوف تصرخ في وجهه ومن ثم يضرب من قبل العديد من الناس أو و أو ... الخ
إذا فهو يحلم بامرأة وهي تحلم بشاب يكون سكنا لها (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
فهو يحلم بالحب.. وأين يجد سكنه ...وأين هي تلك الحبيبة.. التي يسكن إليها وقد أفرغت مسلسلات العشق والغرام كل ما تحمل به من أماني وأحلام ثم دنى إلى عبادة حب المخلوقات فارا من عبادة الخالق سبحانه وتعالى !!
هل هذا غريب ؟ بالطبع لا فالإنسان لا يستطيع العيش بدون سكن والله تبارك وتعالى وصف الزوجة بالسكن ولا تقل لي ولكن الدين ..... فإنه نسي الدين من كثرة الفتن ولا تقل لي انظر إلى المتدينين من غير المتزوجين لأجيبك انظر إلى داخل نفسه وما تعانيه من محن يكاد بعضهم - لولا رحم الله تعالى - أن يرتد عن تدينه .
الدردشة chat مرة أخرى
الدردشة chat هي نوع من أنواع الاتصال اذكر أن شابا أراد الزواج فذهب إلى احد المشايخ الأفاضل ليبحث له عن زوجة صالحة فأعطاه ذالك الشيخ رقم أهل تلك الفتاة ليتحدث أهله مع أهلها فأي فرق بينهما ؟ ذالك اتصال وهذا اتصال ولكن الاتصال عن طريق التشات هو اتصال مباشر بين شاب وفتاة ... المشكلة الوحيدة التي تحول بين كلا الجنسين بأنهما غير صادقين في التعارف فلو كان احدهما صادقاً مع الأخر لجعل احد الأبوين يتكلم معه أو معها لتكون علاقتهما غير سرية أو أن تعطي هذه الفتاة المجال لهذا الشاب لكي يحدثها عن نفسه ثم وبعد فترة ما تعطيه عنوان منزلها لكي يخطبها عندما تتأكد من صدقه .
المشكلة الثانية هي في ألنت وما تحويه من مواقع خبيثة فالشاب هنا يظن بأن هذه الفتاة تدخل إليها فهو ينظر إليها نظرة دونية والفتاة أيضا وعلى الرغم من أن ذالك الشاب ربما يخطب فتاة تجلس على الانترنيت ! أو تلك الفتاة يخطبها شاب يجلس على الانترنيت ثم كلاهما ينسيان أو يتناسيان هذا الأمر فهما الآن يعيشان مع بعضهما !!! أليس هذا أمرا مضحكا إذاً المسالة غير متعلقة بالانترنيت والتشات بل الأمر متعلق في الاتصال المباشر بين الجنسين ... ألستم معي في هذا ؟
دعونا نقول بان الحب عن طريق ألنت هو غير موجود مبدئيا . ولكن لا يلبث احد الطرفين أن يميل للأخر والسبب هو معرفته في انتقاء الكلام فلو كان الآباء أكثر تفهما لا بنائهم وإعطائهم الفرصة لكي يتكلم احدهما مع الأخر فلن تتواجد أي مشكلة
الزواج عن طريق ألنت هو كأي زواج أخر ولكن بأداة اتصال أخرى .
كلمة للشباب :
في النهاية أحب أن أقول لكلا الجنسين بأن الكذب على الأخر هو محرم بديهياً يقول الله تعالى (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم ) هذا حكم المعتدة من وفاة, أو المبانة في الحياة... تفسير السعدي وكذا قال الطبري والبغوي.
فكيف إن كنت تواعد بكرى أو انك تكذبين على شاب لم يتزوج قبلا أبدا ولا تعرفون بعضكم البعض أيضا ؟!!!